تمرينات

البيج رامي.. قصة استغلال بطل في مستر أولمبيا

الأحد , 23 سبتمبر 2018 05:17 م

أثار الظهور الأخير لممدوح السبيعي الشهير بـ«البيج رامي»، خلال منافسات بطولة مستر أولمبيا (Mr.Olympia) لهذا العام، التي أُقيمت في 14 و15 سبتمبر الجاري، في مدينة لاس فيجاس بالولايات المتحدة، الجدل بعدما حلّ في المركز السادس بمجموع نقاط 63 نقطة


أولا وقبل كل شيئ، ما حدث لـ«بيج رامي»، في بطولة مستر أولمبيا لم يكن متوقعًا لمشجعيه، وخلال السطور التالية سنقوم بتحليل الوضع والبحث وراء التفسير المنطقي لما وصل إليه بطلنا المصري في البطولة الأشهر لهذه الرياضة.

«البيج رامي» الآن ليس ملكًا أو حكرًا لشخص أو نادِ أو فريق، لأنه أصبح بطلًا قوميًا، ومثلا أعلى للكثير من شباب الوطن العربي وخصوصا في مصر، لذلك ما نبحث عنه من تفسير لما حدث هو حق لنا كمصريين وعرب، فالجميع يعلم أن هناك ناد وفريق وراء ما وصل إليه اللاعب خلال مشواره الاحترافي، ودونه لما تحوّل رامي إلى بطل قومي، ولكن عندما يتحوّل الوضع من صناعة البطل إلى تهميشه أو استغلاله تسويقيًّا، يجب أن يكون لنا وقفة.

وظهر «البيج رامي» هذا العام بمستوى لم نعهده من قبل، إذ حقق في أول مشاركة له ببطولة مستر أولمبيا عام 2013 المركز الثامن، وهو ما يعد إنجازا لكونه من ضمن العشرة الأوائل في البطولة الأقوى على مستوى العالم، ثم توالت المشاركات وحقق المركز السابع عام 2014، ثم المركز الخامس عام 2015، ثم المركز الرابع عام 2016، وفي عام 2017 حقق المركز الثاني وكان الأقرب للفوز باللقب. 

مشاركات «رامي» خلال السنوات الماضية أثبتت أنه كان في تطور مستمر عام تلو الآخر، واستطاع أن يبني قاعدة جماهيرية واسعة في الوطن العربي وعالميًّا، حتى أصبح واحدًا من أشهر الشخصيات في هذه الرياضة، بفضل الحجم العضلي الضخم والمميز وشخصيته المتواضعة، لكن خلال مشاركته هذا العام، تراجع مستواه بشكل ملحوظ، ما يؤكد أنه كان متعمدا (ليس من قِبل رامي بالتأكيد).

الجميع من متابعي هذه الرياضة يعلم ما يحتاجه «رامي» حتى يستطيع الفوز باللقب، وهو أن يفقد بعضا من الوزن الزائد (310 باوند هذا العام) حتى يظهر العمق العضلي والجينات الجبارة التي يتميز بها، وهو ما حدث بالفعل، ولكن ليس مع «البيج رامي»، إذ ظهر رولي وينكلر (41 عامًا) هذا العام في أفضل شكل له منذ سنوات، وحصل على المركز الثالث برصيد 30 نقطة، كما حصل على جائزة (Peoples Champion) التي طبقت لأول مرة هذا العام (يفوز بها الحاصل على أعلى نسبة تصويت من الجمهور)، وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على اللقب. 

لماذا نذكر رولي وينكلر بالتحديد؟.. رولي عضو في الفريق نفسه الذي ينتمي إليه «البيج رامي»، كما أنه يتدرب في الصالة الرياضية نفسها، ويشرف عليهما الأشخاص أنفسهم، ويتبعان للإدارة نفسها، ولكي نكون أكثر وضوحًا، لقد عانى «وينكلر» من المشكلة نفسها التي عانى وما زال يعاني منها «رامي»، وهي الحجم الكبير، وغياب التفاصيل والعمق العضلي (التشريح)، لكنه استطاع التغلب عليها، والتخلص من الكثير من الوزن الزائد، وظهر بشكل لافت للأنظار وقدّم أفضل عرض له منذ بدأ مشواره الاحترافي.

هل «وينكلر» استطاع التغلب على هذه المشكلة بالعزيمة والإرادة فقط، التي لم تكن متوفرة عند «البيج رامي»؟ إذا كانت الإجابة نعم، فلا داعٍ من البحث والتحليل، لكن إذا كانت الإجابة لا، فما السبب الذي منع «رامي» من تحقيق هدفه والظهور بهذا الشكل؟

ووفقًا للمعلومات والحقائق، هناك من يتحكم في مسار الأمور داخل هذا الفريق، وهو الشخص نفسه الذي يستطيع أن يقرر من يُصبح بطلًا ومن يتم تهميشه لهذا العام، ونوضح ذلك ونحن على يقين أن «رامي» يعلم ما هي مشكلته، وكيف يتغلب عليها، ولكن أصبح «البيج رامي» أداة تسويقية فقط لهذا الفريق ليس أكثر، وأصبح واضحا أن الأمور ليست اجتهادًا وعزيمة في التدريب. 

في النهاية، هدفنا الأساسي هو الوصول إلى السبب الحقيقي وراء حصول «البيج رامي» على هذا المركز المتأخر في نسخة هذا العام من بطولة مستر أولمبيا، والعمل على عدم استغلال أبطالنا لمصالح شخصية مرة أخرى.