لم يخطر بباله عندما أبلغ والدته رفضه ممارسة رياضة السباحة وهو في الخامسة من عمره أنه سيكون له شأنًا كبيراً في رياضة أخرى ليصبح واحد من أهم نجوم التايكوندو في العالم وينجح في حصد الميداليات وآخرها برونزية أولمبياد طوكيو، هو سيف عيسى الذي اختار له القدر أن يكون واحد من الرياضيين القلائل المميزين في الألعاب الفردية القادرين على رسم البسمة واسعاد الجماهير المصرية بالانجاز الذي تحقق.
الجماهير تابعت مباراة سيف أمام بطل النرويج لتحديد الفائز بالمركز الثالث بنفس شغفها واهتمامها وهي تتابع مباراة في كرة القدم للمنتخب الوطني، ولم تكن تعلم أن هذا البطل عندما قرر أن يضع قدمه في هذه الرياضة عام 2004 لم يكن في مخيلته أن يحترف اللعبة ويصبح واحدًا من أفضل اللاعبين على مستوى العالم، فقد كان شغله الشاغل وقتها أن يهرب من ممارسة السباحة التي لم يجد نفسه فيها بسبب تدريباتها في ساعات مبكرة من اليوم.
سيف لم يحتاج فترة بعد ممارسته للعبة ليستشعر أنه مشروع بطل ونجم سيتألق في سماء اللعبة التي عشقها، لذا لم يكن غريباً أن يصور فيديو ويقول:" فيه انتظروني في أولمبياد الشباب عام 2014 بالصين"، وبالفعل تألق ووصل إلى أولمبياد الشباب بل وذهب لما هو أبعد من ذلك بعدما نجح في الحصول على الميدالية البرونزية، التي كانت أول ميدالية تحققها بعثة مصر في أولمبياد الشباب خلال هذه الدورة.
بعدها بدأ سيف مشواره الإحترافي مع المنتخب الأول للتايكوندو وفى عام 2017 وصل لأعلى تصنيف له، حيث أصبح المصنف الأول على العالم في التايكوندو وزن 74 كيلو، واستمر في الصدارة لمدة 3 أشهر، وشارك بعدها في بطولات الجائزة الكبرى التي ينافس فيها أفضل 16 لاعبًا في العالم.
وخلال مشواره مع بطولات الجائزة الكبرى فاز بطل مصر في التايكوندو بثلاث ميداليات فضية وميداليتين برونزيتين، ليؤكد أنه لاعب من طراز فريد.
أثناء مشاركته ببطولة الجائزة الكبرى في انجلترا عام 2018 تعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة خلال مباراة الدور نصف النهائي أمام بطل انجلترا، وهذه المواجهة كان متفوقًا فيها قبل الإصابة بنتيجة 9 -8 ، لكنه لم يستطع استكمال المباراة لشعوره بألم شديد في الركبة على أثر الإصابة.
وقتها مدرب المنتخب أبدى حزنه الشديد لقناعته أن سيف كان قادرًا على استكمال المباراة والفوز بها، ولم يخطر بباله أن الضربة القوية التي تعرض لها في الركبة سينتج عنها هذه الإصابة الضخمة التي تبعها ابتعاده عن الملاعب 7 أشهر، بعدما أجرى جراحة الرباط الصليبي لدى الدكتور أحمد عبد العزيز أهم أطباء العظام في مصر.
ثم عاد مجدداً سيف عيسى واستعاد الكثير من مستواه وشارك في أكثر من بطولة خلال الفترة الماضية وحقق نتائج مميزة للغاية وتعد أفضل نتائجه الفوز بذهبية بطولة أفريقيا للتايكوندو والحصول على أفضل لاعب في البطولة.
وسافر إلى لبنان وحصد ميدالية فضية في آخر منافساته الرسمية قبل السفر إلى الأولمبياد التي كان على موعد جديد للتألق فيها وكتابة اسمه بحروف من ذهب كبطل أوليمبي، بعدما نجح سيف في الفوز بالميدالية البرونزية بعد تغلبه على منافسه النرويجي اندرى اوردمان بنتيجة 12- 4 في مواجهة تحديد المركز الثالث.
يبقى أن هناك عينًا خبيرة تبحث في كل مكان دائمًا في أرجاء المحروسة على المواهب المميزة رياضياً، من أجل دعمها للوصول بهاإلى منصات التتويج لرفع اسم مصر عالياً هذه العين يمتلكها اسلام قرطام رئيس الاتحاد المصري لرياضات الشارع ومؤسس "KO SQUAD"، الذى استجاب يوم 26 مارس الماضى لصرخة الإستغاثة التي أطلقها سيف عيسى عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك، بعدما أعلن بحثه عن راعى لتجهيزه بالشكل اللائق للمشاركة في أوليمبياد طوكيو 2021، لتحقيق حلمه في الفوز بميدالية أوليمبية لمصر.
اسلام قرطام تحرك فوراً وأجرى اتصالاته وقرر الرهان على هذا النموذج الرياضى المتميز بعدما تأكد من خلال جلسة واحدة مع سيف عيسى أنه يمتلك المقومات، وهو ما اتضح جلياً في أدائه المتميز والرائع والبطولي الذى ظهر به خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية.
مؤسس "KO SQUAD" يؤمن دائمًا أن الرياضات الفردية هي مستقبل الرياضة في مصر، وهو ما دفعه للتفاعل مع الشباب، ورعاية أكثر من 60 لاعبًا في كمال الأجسام أبرزهم النموذج المتميز والبطل العالمى "بيج رامى" الذي توج بلقب مستر أوليمبيا 2020 برعاية مصرية خالصة ليحقق انجازاً لم يتحقق من قبل في رياضة كمال الأجسام للمحترفين على المستوى العربى والأفريقى والمصرى، ومن بعده جاء الدور على سيف عيسى الذي تألق في سماء العاصمة اليابانية طوكيو وحصد الميدالية البرونزية التي أسعدت ملايين المصريين .