هو نموذج يجب ان يحتذى به الشباب بشكل عام والرياضيين على وجه التحديد، جاء من بعيد وعرف طريقه في رياضة كمال الأجسام، وعلى ما يبدو أن نجوم هذه الرياضة أو من يتألقون في سمائها على موعد دائم مع المعاناة، فلابد أن يمروا في حياتهم بصعوبات بالغة سواء في حياتهم الاجتماعية أو الرياضية، كي يحصلون على حصانة من نوع خاص جدًا تساعدهم على التألق والوصول إلى قمة اللعبة ليبدأوا مشوار كتابة أسماءهم بحروف من ذهب في كتاب تاريخها.
عانيت من أنيميا الفول 12 عاماً وأصيبت ببؤرة عصبية في المخ ومرض في الجهاز المناعي وداء السكري
مثلي الأعلى روني كولمان وفيل هيث .. ولكل بطل قصته الخاصة
مدين بالكثير لتشارلز جلاس وأندرو فهما أصحاب فضل على
دخول KO Squad عالم كمال الأجسام اضافة قوية ولابد من استثمار التجربة جيدًا وتكراراها
KO Squad سند حقيقي لي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي
اسلام قرطام على تواصل مستمر معي ودائماً أجد لديه النصيحة الصائبة
هذه رسالتي للاعبين الذين يبحثون عن دعم مالي ورعاية
والدي دعم فكرة سفري للخارج وبدأت مشواري في كمال الأجسام وعمري 28 عاماً
عمرى في البودي بيلدينج ليس طويلاً لكن ربنا أكرمني وحققت انجازات في وقت قصير
رفضت لقب المعلم أو الأسطى شعبان ووجدت نفسي في كمال الأجسام
علاقتي وطيدة مع حسن مصطفى وفودة ونجوم مصر المحترفين
بيج رامي صديق عمري وأول من نصحني بالسفر لأمريكا
السبيعي صنع المستحيل في أولمبيا وأصبح أيقونة المصريين
أتمنى أن أصبح من الـ TOP 10في أولمبيا وحلمي الفوز باللقب
الإعلام يبحث عن الترند ويتجاهل أبطال العالم في كمال الأجسام
___ ___ __ __ ___ ___ ___ ____ ____
النموذج هذه المرة هو محمد شعبان ابن قرية المعصرة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، من مواليد 3 مايو1988 بطل مصر ونجم فريقKO Squad في كمال الأجسام، عانى الأمرين سواء في حياته الاجتماعية أو الرياضية، وزاد على ذلك معاناة صحية شديدة في مرحلة طفولته، وهو أمر مختلف تمامًا تفاصيلها الكاملة لا يصدقها عقل، عانى من مرض أنيميا الفول حتى بلغ عامه الثاني عشر، وكانت حالته متأخرة لدرجة أن اطباء مستشفى جامعة المنصورة طلبوا من والده أن يأخذه إلى المنزل ويكتفي بهذه المرحلة من العلاج بعدما فقدوا الأمل في تحسن حالته، بل إن أحد الأطباء أكد لأسرته أنه سيفارق الحياة خلال أيام معدودة، لكنها إرادة الخالق الذي منح هذا البطل وهو طفل كل هذه القدرة على التحمل.
ولم تتوقف المعاناة الصحية عند هذا الحد بل امتدت لإصابته ببؤرة عصبية في المخ وهو في الرابعة عشر من عمره، ومع ذلك قاوم كل هذا وعاد مرة أقوى رغم الظروف المحيطة به، خاصة انه تربى وسط أجواء اجتماعية صعبة فهو من أسرة بسيطة الأب والأم فيها منفصلين، لم يستطع أن يحظى بسبب ظروفه على القسط الوافر من التعليم حيث اكتفى بالحصول على دبلوم فني صناعي قسم نجارة.
محمد شعبان امتهن حرفة النجارة وبات واحد من أمهر النجارين في بلدته وافتتح ورشة صغيرة كان يصنع فيها الأثاث بحرفية عالية، وبات مطلباً لأثرياء بلدته والقرى المحيطة بها كي يصمم لهم أثاث فيلاتهم وشققهم الفاخرة.
تزوج في سن مبكر وأصبح يعول لتزداد مسؤولياته المادية على أسرته من خلال مصدر رزقه الذي كان في أفضل حال مقارنة بما تعرض له بعدما قرر اغلاق ورشته والتفرغ تماماً للعب كمال الأجسام..
وعندما جاءته اللحظة الحاسمة في عام 2015 وهو ما تزامن مع تألق ممدوح السبيعي وانجازاته التي بدأ يحققها ووصوله إلى مسرح مستر أولمبيا اقوى بطولات العالم في اللعبة، اقترح عليه أصدقاؤه ضرورة السفر إلى الكويت للعمل هناك واللعب أيضًا حتى يكون بجوار اللاعبين المصريين المتألقين في هذه الفترة ممن كانوا يعيشون هناك.
في عام 2015 سافر إلى الكويت وعمل هناك بأحد الصالات مقابل أجر زهيد حتى يستطيع أن يحقق طموحه في المشاركة بالبطولات، واضطر لممارسة مهنة النجارة في بعض الوقت من النهار كي يستطيع الصرف على التدريبات وبالفعل شارك بعد 6 شهور في اول مسابقة وهي أولمبيا الكويت في اكتوبر 2015.
ويعترف محمد شعبان بفضل نصائح البطل العالمي المصري بيج رامي، وأحمد عسكر المدرب الذي خرج من تحت يديه ابطال كبار في اللعبة، والدور الذي لعباه في تجهيزه حتى نجح في الفوز بالمركز الثاني في البطولة ليبدأ يرسم لنفسه خطة قصيرة الأجل لحصد المزيد من الألقاب كي يتألق في سماء الرياضة التي ترك كل شيء من أجلها.
في هذا الحوار يتحدث محمد شعبان لأول مرة عن قصة كفاحه التي عاشها قبل تألقه في بطولات المحترفين هذا العام بالولايات المتحدة الأمريكية، ونجاحه في الفوز بالمركز الثاني في بطولتين متتاليتين هما "كاليفورينا برو، وبورتوريكو برو" ليقطع البطل المصري نجم فريق KO Squad" " خطوات كبيرة نحو التأهل للوقوف على مسرح مستر أولمبيا 2021، بعدما نجح في الوقوف عليه لأول مرة عام 2019.
محمد شعبان فتح قلبه وكشف عن تفاصيل لم يتحدث بها من قبل في مشوار البطولة الصعب بداية من نشأته في قرية المعصرة بلدته الصغيرة في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، وحتى وصوله إلى العالمية واقامته في الولايات المتحدة الأمريكية.
كابتن شعبان مبروك التأهل لمستر أولمبيا 2021؟
الله يبارك فيكم واتمنى من ربنا أن أظهر بمستوى مميز خلال مشاركتي هذه المرة لأنني اجتهدت خلال الفترة الماضية واشتغلت على نفسي وبشهادة الجميع طورت مستواي كثيراً عن الظهور الأول لي في نسخة عام 2019.
ما تقييمك لمستواك خلال البطولات التي شاركت فيها هذا العام؟
الحمدلله إن أنا بدأت التجهيز للموسم الحالي من العام الماضي، وجهزت لنفسي مكان في الجراج عندي في البيت، لكي أكثف التدريبات أكثر وأزود وزني وبعض المناطق في جسمي، وتقريباً أخذت خلفية من الحكام اللي أداروا مبارياتي في العام الماضي وعرفت إني في حاجة لزيادة وزني وحجمي من فوق واشتغلت على هذا الأساس، وعملت "أوف سيزون صح" واشتغلت كويس كي أتمكن من الظهور بشكل مختلف، والحمد لله نجحت في تطوير جسمي، ووزني زاد حوالي 20 باوند عن وزني في بطولات الموسم الماضي، ووضح التطور على مناطق بعينها مع الحفاظ على حجم الخصر.
وأعتقد إن هذا التطور لاقى استحسان الكثيرين لأني كنت مختلف، ووجهة نظري إن ما تحقق هو أول خطوة اشتغل فيها بشكل احترافي على نفسي وأصل لنتائج جيدة، بفضل دعم المجموعة التي تدعمني وتعمل معي بداية من مستر اسلام قرطام مؤسس فريق KO Squad، والمدربين الذين أعمل تحت اشرافهم، لأنني تولد لدي شعور قوي إن عندي التزام تجاههم، لأن ببساطة نجاحي هو ثمرة حقيقية لمجهودهم ودعمهم المتواصل لي ومحاولاتهم المستمرة في صولي لأفضل مستوى لي في أقصر وقت.
ماذا عن الظهور في البطولات بشكل جيد والفوز بالمركز الثاني في بطولتي "كاليفورنيا برو" و"بورتو ريكو برو"؟
أنا لاعب عمري حديث في كمال الأجسام أنا بدأت في عام 2015، والحمد لله قطعت شوط كبير وحققت حاجات مهمة في وقت قصير جداً وأقل كثيراً من المتوقع، ويكفي أنني وقفت على مسرح مستر أولمبيا عام 2019، لكن وصولي وقتها كان بمستوى تقليدي لا يليق بطموحاتي التي اخطط لها في اللعبة.
وهل النتائج التي حققتها جيدة؟
الحمد لله عندما لعبت في كاليفورنيا تعرضت للظلم بعض الشيء، وبشهادة الجميع وقتها كنت أستحق المركز الأول الذي فاز به باتريك مور، لكن الحمد لله السوشيال ميديا كان لها ردود فعل أقوى من فوزي باللقب والأغلبية أجمعت على أحقيتي بالمركز الأول، والأمر تكرر في بطولة بورتوريكو الناس كلها أجمعت إن لو شعبان كان فاز فإن الفرق لم يكن ملحوظًا بينه وبين أكيم وليامز.
بشكل عام الخسارة ممكن تبقى مفيدة لو حدث ضجة في السوشيال ميديا مثلما حدث معي وبإذن الله القادم سيكون أفضل، وأستطيع الفوز ببطولة تؤهلني مباشرة للمشاركة في مستر أولمبيا بدلاً من انتظار حصد أعلى نقاط للتأهل.
وفي بطولةشيكاغو حصلت على المركز الرابع وفي تامبا أخذت المركز الخامس وبشهادة الجميع كنت استحق مراكز افضل من التي حصلت عليها لكنني بفضل الله حققت هدفي وتأهلت لمستر اولمبيا بالنقاط.
ما طموحك خلال المرحلة الحالية؟
أعتقد إن من الممكن أتوج جهودي هذه الفترة بالتواجد ضمن قائمة الـ TOP 10، لكي أخطو خطواتي القادمة بشكل تدريجي وبهدوء.
ومتى ستبدأ الإستعداد لمستر أولمبيا؟
إن شاء الله سأحصل على راحة على مستوى برنامج التغذية لعدة أيام بعدها سأواصل برنامج الاعداد خاصة إن المتبقى على البطولة حوالي 8 أسابيع فقط.
هل فوز بيج رامي بمستر أولمبيا رفع طموحوحات اللاعبين المصريين المحترفين في كمال الأجسام؟
بيج رامي أصبح أيقونة للمصريين في كمال الأجسام ليس من الآن فقط بل من فترة طويلة، أنا شخصياً لعبت هذه الرياضة وأصريت على ضرورة أن أدخل عالم الاحتراف فيها وتحديداً في عام 2015 بسبب إنجازات رامي في اللعبة، لأنه كسر القاعدة في إنك ممكن توصل لأعلى المستويات في اللعبة بعيداً عن الاتحاد المحلي أو أي مظلة أخرى كانت تصدر لنا العراقيل ، والساحة بدأت تضم عناصر وامثلة قوية جديرة بتكرار التجربة وبقى عندنا حسن مصطفى ومحمد شعبان ومحمد فودة وغيره ، مفيش واحد أفضل من الآخر حسن وشعبان ورامي كل واحد منهم لديه القدرة والرغبة وأكيد ربنا سينصف كل واحد ويمنحه القدر الذي يستحقه.
كيف لمست فوز رامي بلقب مستر أولمبيا 2020؟
انجاز عظيم بكل المقاييس وتتويج لجهود رامي على مدار السنوات الطويلة التي شارك فيها في اللعبة، وتحطيم لبعض الموروثات الخاطئة التي كانت تتردد مثل إن الجنسية بتفرق، وإن هناك تحيز لبعض اللاعبين الكبار بعينهم، لكن رامي جاء بشكل تدريجي وأكد على إن أي واحد منا قادر على تحقيق نفس الإنجاز حال سعيه بقوة واجتهاده من أجل الوصول لهدفه.
ما طبيعة علاقتك مع بيج رامي؟
علاقة وطيدة جدًا بيني وبينه عيش وملح من أيام ما سافرت الكويت وكان من الناس الذين استقبلوني هناك، واستمرت علاقتنا مع بعض من يومها، وما لا يعرفه الكثيرون أن رامي كان أحد أسباب اتخاذي قرار السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كي أخوض مشوار الاحتراف في كمال الأجسام بشكل حقيقي خاصة إن الوقت كان ممكن يمر بسرعة دون تقديمي لأي شيء يساهم في ارتفاع أسهمي في اللعبة.
رامي على المستوى الإنساني شخص محترم وبسيط زي ما نقول في مصر كده قاعدين مع بعض على المصطبة، مفيش أي تكليف في المعاملة، وتقريباً كل أصدقاء رامي على دراية بذلك، ووجهة نظري إن البساطة في المعاملة وعدم التفاخر أو التباهي بما تحققه من أعمال والوقوف بجوار من يطلب منك يد العون كلها عوامل تساعد على السير بشكل صحيح وتمنحنا توفيق ربنا.
إلى أي مدى ساهمت رعاية "KO Squad" في تطور مستوى محمد شعبان في الفترة الأخيرة؟
من أول لحظة كان لـ "KO Squad" دور مؤثر في مسيرة محمد شعبان، لسبب بسيط إني شعرت بأنني أجد دعم حقيقي وهناك من يقف خلفي ويساندني بشكل حقيقي، وهذا الكلام بعيد كل البعد عن الدعم المالي، لأن الفلوس لن تقف عائق أمام أي واحد يسعى خلف هدفه ولديه إصرار على تحقيقه، "ربنا بيبارك لنا في الجنيه زي العشرة"، أنا مثلاً أول لما بدأت في الكويت كان مرتبي 200 دينار كويتي ما يقرب من 600 دولار شهرياً كنت أتدرب واعيش منها وأرسل جزء لأسرتي في مصر، لكن الدعم اللي لمسته كان أكبر وزاد من طموحي ورغبتي في تحقيق إنجازات أعلى.
ومقتنع تماماً إن كل بطولة أو انجاز يحققه محمد شعبان هو مكافأة لهم على تعبهم ومجهودهم المبذول في دعمي، ويكفيني أنني تعرفت على مستر اسلام قرطام فهو شخص على المستوى الفني متابع جيد وآراؤه صائبة، واستفيد منه فنياً لأن عينه على أي "ديفوهات" موجودة عندي قبل ما يميزني، وهو ما يساعدني على تطوير مستواي أكثر لأنه دائمًا يسعى لرؤيتي في أفضل صورة من الممكن أن أصل لها.
هل مستر اسلام على تواصل معك؟
دائماً أجده في أوقات لا أتوقعها على الإطلاق وبدعم غير مسبوق، فهو يحفزني ويساعدني على خلق دوافع لي من أجل الاستمرار في العمل، على سبيل المثال بعد مشاركتي في بطولة كاليفورنيا اتصل بي وهنأني ووعدني بهدية لقناعته أنني أعمل بقوة، وهو شعور كان جيد منه لأنه يمنحني طاقة إيجابية في كل مرة يتحدث معي فيها ما يساهم في زيادة دوافعي ل تحقيق المزيد من الإنجازات، وهو ما يظهر في التدريبات والتجهيز يعني لو أنا أؤدي المطلوب مني بنسبة 100 في المائة بعد اتصالاته معي، اشعر أنني مستعد للعمل أكثر وأكثر حتى أنجح كي أقول له شكرا على اهتمامه من خلال النتائج التي أحققها في البطولات.
أنا شخصياً عندما يتصل بي أطلب منه المشورة وتحديداً آرائه الفنية ونظرته للمستوى الذي ظهرت به بعد كل مباراة أشارك فيها، ودائمًا ما أجد منه آراء جيدة ونصائح ثمينة جداً.
ومؤخرًا عقب انتهاء بطولة تامبا شعر من خلال اللقاءات التلفزيونية التي أجريتها أنني عصبي بعض الشئ اتصل بي وطلب من الهدوء لأن عصبيتي لن تمنحني ترتيب أعلى والحقيقة انا اقدره جدًا على المستوى الشخصي.
ما الدور الذي تلعبه الرعاية في حياة لاعب كمال الأجسام؟
دور هام للغاية فهي تهتم بتفاصيل صغيرة جداً ترفع حمل كبير وضغوط شديدة من على عاتق لاعب كمال الأجسام، وبالمناسبة أحب أن أوجه رسالة لزملائي في اللعبة أنا بدأت من غير رعاية تقريباً والفرصة الآن أصبحت سانحة في وجود مستر اسلام و"KO Squad" كي يغتنم الشباب الفرصة لأن بإمكانهم الاستفادة من الرعاية بشكل أفضل لأن هناك أبطال لم تساعدهم ظروفهم في الحصول على عليها في وقت كانوا يتمنون أن ينظر لهم أحد بعين الإعتبار.
أهم خطوة قطعتها في مشوارك في كمال الأجسام؟
أعتقد عندما ذهبت لوالدي بعدما قررت اغلاق ورشتي الخاصة التي كنت أعمل فيها في بلدي، وقلت له أنا أخذت قرار بالسفر إلى الكويت لأني لدى رغبة في تغيير مشواري ونهايتي في الحياة، والحقيقة إن هذه الخطوة كانت البداية الحقيقية لي.
وأتذكر إن والدي وقتها قالي توكل على الله، خذ القرار الذي تجد فيه راحتك، رغم أن المحيطين بي كانوا يرفضون هذه الخطوة، لكنه أصر على دعمي بعدما أكدت له أنني لا أرغب في أن يظل اسمي المعلم أو الأسطى شعبان، وأتذكر جملته لي التي قال فيها: "أهم حاجة مش عايز حد يشمت فيا ولا في ابني"، بعدها أخذت القرار وبدأت مشواري في كمال الأجسام، وأتمنى من المولى عز وجل أن أحقق المزيد من طموحاتي حتى أكون عند حسن ظنه بي دائماً.
إلى أي مدى كنت محترفًا في مهنة النجارة؟
الحقيقة أنا كنت موهوب جداً ومن أمهر النجارين تقريباً، وقادر على صناعة أي شيء مصنوع من الخشب، بل كنت أبيع الأفكار وممكن أصنع كل شيء بداية من الأثاث والموبيليات والأنتيكات والجدران الخشبية، والحقيقة إني شهرتي في المنطقة المحيطة بقريتي كانت كبيرة بفضل الله لكن يبقى أنني لم أكن أشعر بذاتي خلال هذه المرحلة حتى ألهمني المولى عز وجل الطريق إلى كمال الأجسام الذي من خلاله بدأت أضع قدماي على الطريق السليم.
ألم تشعر باي تخوف من فشل خطوة دخولك عالم كمال الأجسام، خاصة إنه معروف بالصعوبات وحاجته لدعم مالي كبير؟
بمجرد سفري للكويت بدأت مشوار جديد ودخلت عالم مختلف تماماً عما كنت أتواجد فيه، الطريق لم يكن مفروشاً بالورود على الإطلاق، وأصبحت مطالباً بالنجاح رغم قلة الإمكانيات ونصيحتي لأي رياضي يبحث عن الرعاية أو الدعم المالي أن ينجح أولًا ويعبر عن قدراته ويؤكد أنه يستحق، وقتها فقط سيجد الرعاة هم الذين يبحثون عنه لأنه قادر على أن يكون مشروع ناجح.
أنا مثلاً في الكويت عملت نجار ومساعد مدرب ثم مدرب كمال أجسام لكي أستطيع أن أصرف على نفسي وأسدد ثمن الفيزا الذي اقترضته قبل السفر، ومع ذلك دخلي كان ضعيفًا جدًا وتقريبا كنت أتقاضى في مصر 4 اضعافه، لكن في النهاية ربنا أكرمني في كمال الأجسام.
كيف تغلبت على الصعاب التي واجهتها بعد السفر؟
أخذت على عاتقي من أول يوم ضرورة التغلب على أي صعوبات والنجاح في أسرع وقت ممكن لأنني بدأت اللعبة وعمري 28 عاماً، وعندي مسؤوليات وبمجرد ما بدأت المشاركة في المباريات ربنا أكرمني، وكل البطولات التي شاركت فيها خلال أول عام كنت موجود دائماً في الـ TOP 5، مرة أول ووصيف ومركز ثالث أو رابع، وبعد كده حصلت على بطاقة الاحتراف وحصلت على راحة ثم عدت للعب مرة أخرى وبدأت مشواري في عالم المحترفين وطوال هذه الفترة كنت أتعرض لصعوبات وأتجاوزها وأعود مرة أخرى وهكذا حتى شاركت في مستر أولمبيا.
لماذا قررت السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والإقامة هناك؟
لم أجد الدعم الحقيقي رغم انني شاركت في مستر أولمبيا والمكان الذي كنت أتواجد فيه لم يمنحني التقدير المناسب راتبي 600 دولار شهرياً واعمل 8 ساعات يومياً، وقتها كان لازم أتخذ قرار جديد وصعب في هذه المرحلة، لكن المجازفة كانت مطلوبة لأنني اسابق الزمن في ظل الظروف المحيطة بي وقررت السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ورحلت بكل الحب والاحترام.
ألم تشعر بالقلق من قرار السفر هذه المرة خاصة أنك لم يكن لديك أي فرص عمل هناك؟
بصراحة في ناس كثيرة حذرتني من القرار وصعوبته، لكن أنا كانت عندي حساباتي الخاصة ما هي الخسارة التي سأتعرض لها في النهاية، خسارة عملي وراتبي الذي لم يتجاوز 600 دولار، بخلاف أنني طلبت من البعض دعمي قبل السفر لكنهم رفضوا لعدم ايمانهم بي أو بإمكانياتي، لدرجة إني عرضت عليهم أن أستمر وأحصل على الـ 600 دولار وأحصل على تفرغ من الدوام كي اتدرب، وأبحث عن عمل خاص لتوفير مقابل مالي يدعمني ومع ذلك طلبي تم رفضه لذلك كان لابد من الرحيل.
والحقيقة إن قرار رحيلي تأخر كثيرًا ولم استمع لنصيحة بيج رامي في عام 2017 عندما طلب مني السفر للولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت لدي الرغبة في اتخاذ خطوات أفضل، لأنه كان مؤمن بي ويعلم جيداً أنني موهوب في وقت من كنت أنتظر الدعم ممن أعمل معهم لكني وجدت التجاهل.
هل كنت على تواصل مع بيج رامي؟
نتواصل بشكل كبير فهو صديق مثلما أوضحت ودائماً ما يكون بيننا حوارات الهدف منها دعم بعضنا البعض وهو أمر يحدث معه ومع آخرين من زملائنا اللاعبين المحترفين، لكن ربما تكون علاقتي مع رامى أقوى بعض الشيء لأننا عشنا مع بعض في الكويت وكنا قريبين جدًا من بعض.
كيف كان شعور رامي قبل مستر أولمبيا؟
كنت أتحدث أنا ورامي قبل أولمبيا لأنه كان يشعر بالإحباط الشديد نتيجة عدم قدرته على المشاركة في بطولة إسبانيا آخر بطولة مؤهلة قبل انطلاق نسخة أولمبيا 2020 ، بسبب اصابته بالكورونا، كان عنده شعور رهيب بأنه سيبتعد إذا لم يلعب في هذا العام ، لكن كانت لدي وجهة نظر تتعلق بضرورة ألا يضيع وقته وأن يجتهد ويتدرب قدر استطاعته حتى يكون جاهزًا إذا جاءته الفرصة، والحمد لله ربنا أكرمه وتلقى الدعوة الخاصة التي أهلته للمشاركة، وإذا لم يكن رامي جاهز بشكل جيد لم يكن في مقدوره تحقيق الإنجاز الكبير الذي تحقق، وهو درس لي وعبرة لكل الرياضيين لابد أن نعمل ولا ننظر للنتيجة أو الصعوبات، لأن المولى عز وجل وحده هو القادر على تسخير الأسباب لنا وخلق الفرص التي علينا أن نكون جاهزين لاغتنامها.
وطول الوقت أنا مقتنع بحكمة ربنا وأننا مطالبين باستغلال الوقت لأن عمرنا في الرياضة قصير جداً، ولابد من تقديم أفضل مستوى لأن الناس لن تعذرنا إذا ظهرنا اقل من المتوقع أو المطلوب منا، المقربون منا فقط هم الذين يشعرون بما نعيشه أو نمر به من أزمات وهم الذين سيعذروننا إذا تعرضنا لأي كبوة.
أنا مؤمن إن كل واحد سيأخذ حقه في الوقت المناسب، سواء أنا أو حسن مصطفى أو فودة أي بطل من أبطالنا المحترفين ربنا كاتب لنا خير لا نعلم موعده، علينا فقط الاجتهاد ونتوكل على الله ويكون عندنا حسن ظن في ربنا لأنه الوحيد الذي يمتلك مقادير كل الأمور.
كيف كانت بدايتك في الولايات المتحدة الأمريكية؟
الحمد لله القرار كان صائب من البداية والخطوات الصحيحة كانت تتوالى، وقتها كنت أتدرب مع مدرب محترم، لكن ربنا أرسل لي تشارلز جلاس واحد من أهم وأفضل المدربين في العالم آمن بي وبقدراتي ووقف بجواري بشكل لن أستطيع ان أوفيه حقه، انا لم أكن أحلم إني أتدرب معه 18 أو 20 حصة، لأنه كان يتقاضى 4000 الاف دولار شهرياً، لكن ربنا بعثه لي لكي يتولى تدريبي دون مقابل وأعتقد إن هذه الخطوة كانت أفضل عوض من ربنا في هذه المرحلة عما تعرضت له.
ولأن ربنا كريم رزقني بـ "أندرو" مدرب تغذية مميز جداً من ولاية تكساس ونفس الشيء كان مؤمن بي ويتمنى لي النجاح ولم يتقاض أي اجر، وكلا المدربين ساعداني في أي شيء حتى لو كان من الناحية المادية لرغبتهما في مساندتي بقوة ووضعي على الطريق الصحيح وهذه المجموعة أدين لهم بالفضل بعد ربنا فيما تحقق حتى الآن.
هل عملت في أمريكا أم كنت تتدرب فقط؟
بمرور الوقت كان لازم أجد فرصة عمل وربنا أكرمني وعملت بيزنس صغير مشروع صناعة "كوكيز" وواحدة واحدة ربنا أكرمني والوضع أصبح مختلف عايش مستور، حتى جاءت خطوة أفضل وأفضل بعدما ظهر مستر اسلام قرطام ومؤسسة "KO Squad" في مشواري لأنها سهلت لي الكثير ورفعت عني ضغوطات كبيرة، لأني كنت مطالب في أوقات كثيرة بضرورة تلبية بعض الطلبات الأسرية في مصر لأني عندي بيت آخر يحتاج لمصاريف شهرية وفي عالم المحترفين في كمال الأجسام تحتاج لكل جنيه كي تصل للمرحلة الأفضل وتخطو خطوات أوسع.
وأعتقد إن ظهور "KO Squad" فرق كثير في مسيرتي، واتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي وأن أستطيع رد هذا الدعم بشكل عملي من خلال تحقيق المزيد من البطولات، وتجهيز نفسي لأصل مرتبة أعلى في عالم كمال الأجسام.
كيف ترى تعامل الإعلام في مصر مع اللاعبين المحترفين في كمال الأجسام؟
انا ظهرت في الإعلام المصري في أكثر من قناة في السنوات الماضية لكن في الحقيقة الإعلام مهتم فقط بالجري خلف الترند، أما الأبطال الحقيقيين لن تجدهم ضمن اهتمام الاعلام.
لكن الإعلام اظهر اهتمامًا شديدًا بعد فوز بيج رامي بمستر أولمبيا؟
من المؤكد إن فوز رامي بمستر أولمبيا ألقى عليه وعلينا الضوء لكن الاهتمام كان نابع من اهتمام السوشيال ميديا وليس العكس.
نفسي الإعلام يتابع بطولاتنا ويتكلم عن سقوطنا وصعودنا في اللعبة لأنها رياضة كفاح في المقام الأول، وصعوباتها مختلفة كثيراً عن رياضات تلقى دعم أكبر.
والشيء الإيجابي الذي بدأ يحدث من وجهة نظري منذ انضمامي لفريق "KO Squad"، أنني بدأت بالفعل أجد من هم لديهم القدرة على دعمنا اعلامياً أفضل كثيراً مما كنا عليه في الماضي، فأصبح لدينا أخبار على سبيل المثال أنا وحسن مصطفى وأحمد عبد الجليل قبل البطولات والنتائج التي نحققها، ومن المؤكد أن أي لاعبين سيتألقون سيحظون بنفس الاهتمام، لأن مثل هذه المتابعات تضيف لنا معنوياً وفنياً بدلاً من التجاهل الذي كنا نحظى به.
وأتمنى من الإعلام الا يهتم بنا فقط في وقت الانتصارات بل عليهم أن يهتموا بنا في أوقات السقوط أيضًا، يعني مثلاً بيج رامي وصل إنه من الـ TOP 5 في أولمبيا وأصبح حديث الاعلام العالمي، ولم يلق أي اهتمام في مصر الا عندما فاز باللقب في 2020، وأعتقد أنه لو حظي بنفس الاهتمام عندما حقق المركز الرابع أو السادس كان الدعم سيفرق معه كثيراً في تحقيق الحلم والوصول إليه أسرع، لازم الاعلام ثقافته تتغير وتدعمنا في الخسارة قبل المكسب.
من هو مثلك الأعلى في كمال الأجسام؟
الحقيقة أنا أعشق روني كولمان وفيل هيث من حيث الجسم وضخامة العضلات، لكن من حيث التاريخ وقصة حياة لاعبي كمال الأجسام، أنا مؤمن إن كل واحد هو بطل قصته، حياته غير حياتي أنا لم أعش الا تجربتي فقط، لم أمر بنفس تجارب الآخرين، وتقريباً أغلب نجوم اللعبة لديهم قصة مختلفة وظروف ومعاناة وصعوبات تجعل كل منهم مثل أعلى يحتذى به.
هذه القصة تصلح لأن تكون مثل حكايات النجوم الكبار الذين تتحدث عنهم؟
أعتقد أنني عشت تجارب صعبة جدًا ومن يسمعها لا يصدق ويعتقد أنني ابالغ فيها، لكن حياتي كانت مليئة بالصعوبات بداية من مرضي الذي لازمني وأنا طفل عندما أصيبت بأنيميا الفول لفترة تجاوزت الـ 12عاماً، وخلال هذه الفترة الأطباء نصحوا والدي وأنا عمري عامين أكثر من مرة بضرورة أن يصحبني إلى المنزل لأنني لن أعيش، وغيرت دم 3 مرات لأن كرات الدم البيضاء كانت تأكل كرات الدم الحمراء.
وبعدها أصيبت ببؤرة عصبية في المخ وتقريباً تعرضت لحالة غريبة جداً لأكثر من شهر وعمري 14عاماً، وكانت تسبب لي بعض الأزمات الصحية وأضطر لتناول المسكنات للقضاء على الآلام الشديدة، ثم أصيبت بمرض السكر والحمد لله ربنا شفاني.
كيف تغلبت على مرض السكري خاصة أنه من الأمراض المزمنة؟
عندما أبلغني الطبيب أنني أصيبت بمرض السكر اندهشت جداً وقلت له أنا رجل رياضي ألعب كمال الأجسام، ووقتها كان ممكن بسبب المرض حلمي كله يضيع لكنني قررت أن أدخل في تحد جديد والتزمت بالدايت والانسولين يوميًا لمدة طويلة، حتى بدأت اقنع نفسي أنني لست مضطراً لأخذ حقن الأنسولين وبمرور الوقت ربنا أكرمني وتعافيت تماماً وسط دهشة الأطباء.
هل شعرت بأي فرق بسبب المؤهل الدراسي؟
بسبب الظروف الاجتماعية والصحية لم أستطع الا الحصول على دبلوم فني صناعي شعبة " نجارة"، بعد دخولي مجال كمال الأجسام حصلت على دبلومة خاصة من نقابة المهن الرياضية، وبمجرد ما أخذت خطواتي الجدية في احتراف كمال الأجسام، أصبحت أطلع أكثر وأحاول تثقيف نفسي بنفسي لكي أواكب ما يحدث حولي، بخلاف أنني ركزت أكثر على الدراسة المتخصصة، فالتحقت بأكاديمية "بن ويدر" للتدريب الدولي، وتخرجت منها مُدرِّباً محترفاً، وتم اعتمادي مدرباً من الاتحاد المصري للعبة، كما حصلت على عضوية نقابة المهن الرياضية.
متى حصلت على بطاقة الاحتراف؟
حصلت عليها عام 2016 لكنني لم أكن أعلم أي شيء عن الاحتراف وقتها، بل جاء الأمر بالصدفة عندما طلبوا مني ضرورة المشاركة في البطولات للحصول على بطاقة الاحتراف واكتشفوا أنني أستحق البطاقة ودخول عالم كمال الأجسام للمحترفين لأنني سبق لي الفوز بأرنولد كلاسيك في جنوب أفريقيا، وخاطبنا الاتحاد الدولي وحصلت عليه بعد فترة وبدأت مشواري.
هل علمت بالصدفة بأنك أصبحت لاعب محترف؟
أنا لم أكن مهتماً الا بالعمل والتدريب فقط ولم أكن متابع جيد للإنترنت والسوشيال ميديا، أنا تقريبا أول مرة أشتري تليفون محمول يدخلني على الإنترنت وأعمل حساب فيسبوك وإنستجرام بعدما بدأت أهتم بالاحتراف في كمال الأجسام.
ماذا عن مشوارك مع البطولات؟
أنا بدأت مشواري في كمال الأجسام في شهر أكتوبر 2015، ولعبت أول بطولة في ابريل 2016 وفزت بوصيف أولمبيا للهواة بالكويت، وبعدها بشهر فزت بالمركز الأول في ارنولد كلاسيك بجنوب أفريقيا، وهي من بطولات العالم القوية، ولعبت وحصلت على المركز الأول تحت 95 كيلو ، وسافرت إلى برشلونة وحصلت على المركز الثالث، ولعبت في الأردن وحصلت على المركز الثاني، وسافرت دبي ولعبت في الوزن المفتوح وحصلت المركز الخامس، ثم ثالث أرنولد كلاسيك أوروبا، ثم ثالث أولمبيا الأردن، لكن كل هذه البطولات كانت للهواة، بعدها قررت ادخل عالم الاحتراف.
أبرز انجازاتك حتى الآن من وجهة نظرك؟
أول بطولة محترفين لعبتها كانت في شهر يوليو عام 2018 بإسبانيا، بطولة الـ"بيج مان" وحصلت على المركز الخامس، وكانت أول مرة ألعب مع المحترفين، ولعبت بعدها في إيطاليا خلال شهر نوفمبر بطولة جورج فرح، وحصلت على المركز العاشر، وتعرضت يومها للظلم الشديد، لأنني كنت أستحق مركز أفضل، وبعدها بأسبوعين سافرنا إلى رومانيا ولعبت بطولة "ماصل شو" للمحترفين ومن تفوقوا على في الترتيب في إيطاليا هزمتهم في رومانيا ، وحصلت على المركز الثالث لكن وقتها تعلمت من أخطائي، وذلك بعد أن غطوا عليا وأنا في العرض الجماعي، وفي المقارنات، وكان المفروض أن أفرض شخصيتي فخسرت نقطة رغم أنني كنت الأفضل.
وبعدها حصلت على راحة لأجهز نفسي بشكل أفضل وأزود وزني اكتر، وأول بطولة لعبتها كانت بطولة البرتغال للمحترفين وكانت في شهر يوليو عام 2019، وحصلت على المركز الاول بفضل الله، وأعتبر هذه البطولة أهم انجاز لي لأنها أهلتني للمشاركة في مستر أولمبيا 2019.
وقتها الحمد لله أصيبت بمرض في الجهاز المناعي وتعبت جدًا ونزل وزني بشكل كبير، وتأثر مستواي بسبب المرض، لكن كان يكفيني من وجهة نظري أن اشارك في البطولة وأقف على مسرح مستر اولمبيا الذي وقف عليه عظماء كمال الأجسام، وحصلت على المركز السادس عشر وشعرت برضا كبير، لقناعتي أن القادم هو الخير وليس مطلوبًا مني أكثر من السعي بالاجتهاد والعمل المستمر للوصول إلى هدفي.
وفي هذا العام المنافسة كانت قوية جدًا في منافسات الوزن المفتوح وأتذكر إن الترتيب جاء على النحو التالي: المركز الأول براندون كيري وفي المركز الثاني وليم بوينك والمركز الثالث هادي جوبان، والمركز الرابع ديكستر جاكسون والمركز الخامس رولي وينكلر.
هل أنت على تواصل مع أسرتك وأصدقائك في الدقهلية؟
أكيد ومع كل زيارة لابد أن أتوجه إلى منزل والدي للاطمئنان عليه وألتقي به هو بعض الأصدقاء المقربين، لأنهم يمثلون لي الكثير في حياتي على المستوى الاجتماعي والرياضي، ويكفي أنهم في كل مرة أتوج فيها بأي بطولة وأعود لمصر أجدهم في انتظاري ويقيمون لي احتفالات كبيرة وهى أمور تحدث منذ أن بدأت خطواتي الأولى في كمال الأجسام.
تعالى نرجع للماضي.. كيف بدأت مشوارك في اللعبة؟
وأنا صغير كنت أعاني من أنيميا الفول، ووقتها فكرت في ممارسة بعض الرياضات وذهبت مع شقيقي سيد إلى النادي أكثر من مرة ودخلت الجيم وحاولت ألعب كمال الأجسام لكن لم استمر طويلاً، وحاولت العب كرة قدم وكان نفسي العب في مركز حراسة المرمى لكنني لم أجد نفسي واكتفيت بمشاهدة الكرة ومتابعتها فقط.
ماذا حدث بعد ذلك؟
كنت أقوم ببعض الأعمال في جيم والتقيت وقتها معه صديقي المقرب الآن أحمد يحيى والذي كان يعمل مدرباً للسباحة وخريج كلية التربية الرياضية، وقتها بدأ يتابعني وسألني انت لعبت كمال أجسام ولا لا، قلت له لا قالي لا لازم تلعب، انت جينات جسمك تؤهلك تبقى بطل وبدأ يعرفني على بيج رامي الذي كان متألقاً في هذه المرحلة، ومن خلال تليفونه المحمول واللاب توب الشخصي الخاص به دخل على الإنترنت وشاهدت رامي وبدأت أتابعه هو وأحمد الورداني، وأشاهد صور وفيديوهات للمحترفين وأتوجه للجيم بصحبته ونتدرب معًا، حتى لمعت الفكرة في رأسي وقررت اغلاق الورشة والسفر للكويت بناء على نصيحته.
كيف كان رد فعل أسرتك؟
الأسرة بالكامل رفضت سفري والوحيد الذي ساندني ووقف بجواري كان والدي ربنا يمنحه الصحة والعافية، والحقيقة أنا ملتمس لهم العذر لأن فكرة الارتباط بكمال الأجسام في ظل تكلفتها العالية، والقناعة بأن الألعاب الفردية لا يأتي من ورائها عائد، كلها أمور نتج عنها قلق شديد خاصة أنني تزوجت وعمري 18 سنة، والحمد لله ربنا رزقني بثلاثة أطفال هم نادية 13 سنة وشعبان 11 سنة ومحمد 6سنوات.
بعدها سافرت إلى الكويت للعمل هناك عن طريق أحد الأصدقاء ومن خلال أحمد يحيى وبدأت رحلتي مع كمال الأجسام سواء كلاعب هاو، أو محترف بعد حصولي على بطاقة الاحتراف.
ما أكثر ما يحتاجه اللاعب المحترف بخلاف الدعم والرعاية من وجهة نظرك؟
أعتقد أن أكثر ما ينقصنا هو الدعم المعنوي أنا وحسن مصطفى مثلاً دائماً ما نتحدث في الطريقة التي نتمناها من المحيطين بنا في المجال فهناك من ينتقدنا بشكل يتسبب لنا في الإحباط، على العكس تجد المنافسين الذين يلعبون امامنا يتحدثون عنا بشكل أفضل ويشيدوا بما حققناه من تطور في مستوياتنا.
الكلمة الحلوة ممكن تفرق مع اللاعب المحترف كثيراً وربما نبحث عنها على صفحاتنا في السوشيال ميديا كي نزيد من دوافعنا من خلال الدعوات الصادقة التي يدعوها لنا محبينا من عشاق كمال الأجسام.
هل انتهت علاقتك مع كرة القدم؟
لا طبعاً حريص على متابعة مباريات المنتخب الوطني في بطولات كاس الأمم الأفريقية، بالإضافة إلى متابعة محمد صلاح ومبارياته مع الأندية التي تألق فيها بالدوريات الأوروبية بداية من بازل السويسري وفيورنتينا وروما الإيطاليين وليفربول الإنجليزي.
والحقيقة إن تألق صلاح فخر لكل مصري وعربي ومثل هذه النماذج يشعر بها أكثر الصريين المغتربين خارج البلاد، وطبعاً تابعت مباريات الأهلي في كاس العالم للأندية في الإمارات وإنجاز الفوز بالمركز الثالث.
أخيرا ما هي طموحات محمد شعبان في كمال الأجسام؟
بإذن الله خلال سنة أو سنتين أكون متواجد في الـ TOP 5في مستر أولمبيا، وطبعا سيحتاج ذلك لبذل المزيد من الجهد والعمل أكثر وأكثر للوصول إلى هدفي، وأملي كبير في تحقيق حلمي الأكبر بالوصول إلى انجاز شخصي لي في أولمبيا وسأعمل ليلاً ونهاراً من أجل تحقيقه.